في إطار الشراكة التي تجمع بيت الشعر في المغرب ومؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير، الراعي الرسمي لجائزة الأركانة العالمية للشعر، احتضنت المكتبة الوطنية بالرباط يوم السبت 14 دجنبر 2024 الحفل الكبير لتسليم الجائزة في دورتها 17 للشاعر البحريني قاسم حداد.
في بداية الحفل، تناول الكلمة الأستاذ الشاعر حسن نجمي، الأمين العام لجائزة الأٍركانة العالمية للشعر الذي أعطى الكلمة على التوالي للسادة:
- الشاعر مراد القادري رئيس بيت الشعر في المغرب؛
- السيد محمد الكيماخ المدير التنفذي لمؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع و التدبير؛
- السيد عبد الحميد بن الفاروق عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، رئيس لجنة التحكيم؛
- الشاعر قاسم حداد الفائز بالجائزة.
تميز الحفل بحضور نخبة من المثقفين والشعراء وتقديم شهادات اعتراف بقيمة المحتفى به، قدمها الشاعر محمد الأشعري والناقد نجيب العوفي.
هذا وقد تسلم الشّاعر البحريني الجائزة، في دورتها الـ 17، التي تمثّلت، فضلا عن قيمتها المادية وهي 120 ألف درهم (12 ألف دولار)، في درع رمزي لشجرة الأركانة وشهادة تقديرية.
من جهة أخرى، وفي كلمة نشرت في كتيّب تمّ توزيعه بالمناسبة، أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، أن جائزة الأركانة العالمية للشعر “توفّر فرصة طيبة لشعراء العالم كي يلتقوا فوق أرض المملكة وهو ما يرسخ مكانتها الثقافية ويعزز حضورها كبلد منفتح على الخبرات الثقافية والتجارب الشعرية التي تنتصر للإنسان في اللحظة التي يبحث فيها عن معنى لوجوده من خلال بوابة الثقافة والفنون“.
وأضاف السيد الوزير أن مسيرة الشاعر قاسم حداد تميزت بالبحث المستمر والمتجدد عن الشعر والانتصار له، مشيرا إلى أن “هذه القرابة الأخوية والشعرية تضيف بعدا جديدا للعلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والتاريخية التي تجمع الشعبين الشقيقين المغربي والبحريني“.
من جهته، قال السيد محمد الكيماخ المدير التنفيذي لمؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير” إن هذه اللحظة الثقافية تهدف إلى تكريم التجارب الشعرية المغربية والعربية الدولية التي تنتصر للجمال وللدهشة وتصنع الفرح الإنساني الذي يحققه الشعر والشعراء ويرعاه العشاق والمحتضنون والمهتمون بهذا اللون الأدبي”، مع الإشارة إلى أن مؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع و التدبير” تحرص دوما على القيام بمهامها طبقا لمخططاتها الاستراتيجية التي تهدف بالأساس إلى المساهمة في تحسين ظروف عيش الفئات الهشة، وتأهيل الشّباب من أجْل الرّفع من قدراتهم في مجالات متنوعة وتعزيز مهاراتهم في كل الميادين بما فيها الثقافة والآداب والفن التي تعد رافعة أساسية للتنمية البشرية في بلادنا.
ولهذه الأهداف نَعْملُ مع بيتِ الشّعر في المغرب من أجْل تَطويرِ الشّراكة التي تَربطُنا وَجَعْلِها تتجاوب مع استراتيجيتنا التي نعتمدها داخل مؤسسة الرعاية لصُندوق الإيداع والتدبير والتي تتمحور، كما أكدت عليها، حول الشباب والفئات الهشة على الخصوص. سنعمل إذا معا على أقلمة تحولاتنا واستراتيجيتنا مع إطارات تدخل شريكنا التاريخي: بيتِ الشّعر في المغربـ”
من جانبه، أبرز رئيس بيت الشعر في المغرب، الشاعر مراد القادري، أن بيت الشعر يعتز “بأن يكون اسم الشاعر البحريني قاسم حداد ضمن سجلات هذه الجائزة إلى جانب عدد من شعراء العالم، ممن اقتسموا معه قيم الوفاء للكتابة والاستجابة لنداءاتها”، مشيرا إلى أن جائزة الأركانة تواصل سيرها “في الإنصات المرهف إلى الشعر في لحظة قدومه من غابات الدهشة، والانتصار للمشترك الإنساني“.
بدوره، أكّد الشاعر البحريني قاسم حداد، في كلمةٍ بالمناسبة، أنّ الشعر يمثّل “حريته الوحيدة والأخيرة”، مُعربا عن امتنانه للجنة التحكيم “التي وضعت ثقتها في التجربة الشعرية العربية الجديدة التي أزعم الاتصال بها“. ليقرأ عددًا من النصوص الشعرية التي مثّلت مساره الشعري الطويل.
قبل ذلك كان الدكتور عبد الحميد بن الفاروق، رئيس لجنة تحكيم هذه الدورة قد تناول الكلمة باسم اللجنة المذكورة ليقدّم الحيثيات التي دفعت اللجنة إلى اختيار الشاعر البحريني قاسم حداد ليكون الفائز برسم الدورة الـ 17، وذلك نيابة عن باقي أعضاء اللجنة، وهم الشاعرة وفاء العمراني، والكاتب والصحفي المصري سيد محمود، والشاعر نجيب خداري، والشاعر منير السرحاني، فضلا عن الشاعر حسن نجمي، الأمين العام لجائزة الأركانة العالمية للشعر.
هذا، وقد تمّ تسليم شيك القيمة المادية للجائزة 12 ألف دولار، مصحوبا بدرع الجائزة وشهادتها إلى الشاعر الفائز.
وبنفس المناسبة، اختار “بيت الشعر في المغرب”، أن يصدر كتابا عن الشاعر قاسم حداد تحت عنوان” الشعر بثقة الحالم”.جدير بالذكر أنه في وقت سابق، كان بيت الشعر في المغرب قد أصدر بيانا للجنة تحكيم الجائزة، أشار فيها إلى أن الشّاعر قاسم حداد يمثّل علامة مضيئة في سجّل الشعر العربي والإنساني، أسفر مُنجزه الإبداعي، الذي يمتدُّ منذ سبعينيات القرن الماضي إلى اليوم، عن أزيد من أربعين ديوانا وكتابا، عِلاوة على حضورٍ وازن في الحياة الثقافية والأدبية كمشاركته في تأسيس “أسرة الأدباء والكتاب في البحرين” سنة 1969 وإنشاء موقع” جهة الشعر” وخوض عدد من التجارب الإبداعية المشتركة مع كتاب وشعراء وفنانين، اقتسم معهم الحاجة إلى الذهاب إلى الشعر بأعناق محرّرة.
هذا وتُعتبر جائزة الأركانة العالمية للشعر، التي انطلقت سنة 2002، جائزة للصّداقة الشّعرية، يقدّمُها المغاربة لشاعرٍ يتميّزُ بتجربةٍ في الحقل الشّعري الإنساني ويُدافعُ عن قِيم الاختلاف والحُرية والسّلم، وهو الأمر الذي خوّل منْحَها لعددٍ من الشعراء الكبار.
كما أنّ جائزة الأركانة العالمية للشعر التي بلغت دورتها 17 هي عضو في منتدى الجوائز العربية الذي تأسس سنة 2018 بمبادرة من جائزة الملك فيصل العالمية، وهو المنتدى الذي يعمل على الارتقاء بالجوائز العربية، وتعزيز مكانتها، والتنسيق والتعاون فيما بينها، لتطوير بيئة عربية، محفزة للإبداع، والتميز، من خلال تبادل الخبرات والمعلومات، واقتراح أفضل السبل لتجاوز التحديات التي تواجه الجوائز العربية.