الأركانة شجرة فريدة، لا تنبتُ إلا في المغرب، وتحديدًا في منطقة محصورة من جنوب المغرب، بين الأطلس الكبير وحوض ماسة. وهي شجرة تشْبه من بعيد شجرة الزيتون، لكننا عندما نقترب منها تُظهر كونا غامضا مُستقلا بذاته. لهذا التفرّد في الهيئة والثمر، اخترنا اسم جائزة يُسلّمها بيتُ الشعر في المغرب إلى شاعر على المستوى العالمي. وهذه الجائزة تقدير مغربي لشعراء هم المحافظون على لغة متفردة. إنها، قبل كل شيء، جائزة الصداقة الشعرية، التي يقدّمها المغاربة لشاعر يتميّز بتجربةٍ في الحقل الشّعري الإنساني، ويُدافع عن قيم الاختلاف والحرية والسلم. بها نُحيّي الشعراء، وبها نتقاسمُ وإياهم حبّنا للشعر وسهرَنا عليه، بما يليق من التحية. انطلقت الجائزة في بدايتها مع مؤسسة الرعاية لبنك الوفاء؛ التي شاركت بيت الشعر في المغرب الدورة الأولى والثانية 2002 و2005. وابتداءً من الدورة الثالثة 2008، أصبحت مؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير هي الرّاعي الرسمي للجائزة، علاوة على وزارة الثقافة. منذ سنة 2008، وجائزة الأركانة العالمية للشعر تحافظ على انتظاميتها السنوية، فقد تسلمها عدد من الشعراء العرب والعالميين. تتكون الجائزة من: شهادة تقديرية تحمل اسم الشاعر الفائز مع مقتطف من تقرير هيئة التحكيم؛ وهي ممهورة بتوقيع رئيس هذه اللجنة، ورئيس بيت الشعر في المغرب، والمدير التنفيذي لمؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير ووزير الثقافة. درع الجائزة وهو عبارة عن منحوتة نحاسية من الصناعة التقليدية المغربية تشير إلى شجرة الأركانة، منتصبة على قاعدة رخامية. مبلغ مالي قيمته اثني عشر ألف دولار أميركي. تعقد هيئة للتحكيم اجتماعاتها بين شهري نوفمبر وديسمبر من كل سنة. ينظم بيت الشعر برفقة شركائه احتفالية شعرية وفنية كبرى، خلال شهر فبراير لتسليم الجائزة للشاعر الفائز. وقد تناوبت لحد الآن مدينتا الرباط والدار البيضاء على احتضان حفل الجائزة؛ الذي يعتبر واحدا من الأحداث الثقافية الهامة في المملكة المغربية، بالنظر للاهتمام الذي يجده في وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي.
جائزة الأركانة العالمية للشعر، المملكة المغربية
مراد القادري
شاعر وباحث وناشط ثقافي، خبير في السياسات الثقافية ومكوّن في مجال الإدارة الثقافية. حاصل على شهادة الدكتوراه في الأدب المغربي الحديث من كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة سيدي محمد بن عبد الله، بفاس (2012 ). حاصل على دبلوم الدراسات العليا المعمقة (2000)، وحدة ” بناء الخطاب الشعري في المشرق والمغربي العربي” من كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد الخامس الرباط؛ وعلى شهادة الإجازة في اللغة العربية وآدابها (1991) من نفس الكلية. عمل مستشارا، مكلفا بالدراسات لدى وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي؛ كما عمل مستشارا لدى وزير الثقافة. وكان عضوا باللجنة الدائمة للثقافة العربية. شغل عدة مسؤوليات بالجمعيات الثقافية المستقلة كاتحاد كتاب المغرب وبيت الشعر والائتلاف المغربي من أجل الثقافة والفنون، والجمعية المغربية للسياسات الثقافية. على المستوى العربي؛ اختير الشاعر مراد القادري عضوا بالجمعية العمومية لمؤسسة “المورد الثقافي”؛ كما انتخب نائبا للرئيس بمجلسها الفني. انتخب في 9 يوليوز 2017 رئيسا لبيت الشعر في المغرب. صدر له الدواوين التالية: حروف الكف، 1995؛ غزيل البنات، 2005؛ طير الله، 2007؛ طرامواي، 2015. وترجمت قصائده إلى اللغة الإنجليزية والإيطالية والروسية. صدر له في مجال النقد الأدبي: “جمالية الكتابة في القصيدة الزجلية المغربية الحديثة” 2012؛ وكذا العديد من المقالات والدراسات النقدية حول القصيدة العامية في المغرب.